المشاكل
النفسية هى أخطر ما يواجه الأنسان فالمرض النفسي يتسرب لنفس الأنسان يفتك
بها و يقتلها و يدمرها يجعلها تائهة خارج الحياة ضعيفة تعيش ممزقة عبر
الزمن !
في أحد القري الصغيرة بمدينة كفر الشيخ يعيش الزوجان يحيي و
منار حياة زوجية سعيده مستقرة يحمدون الله علي جميع النعم التى وهبها لهم و
جمعهم بمنزل واحد.
يحيي يعمل مدرسا للغة العربية بأحد المدارس الصغيرة
أجره صغير لكنه راضي بالرزق الذي كتبه الله له و رفض السفر لمدينة القاهرة
الكبري للبحث عن فرص عمل اكثر اما الزوجة فتعمل مدرسة و لكن في مدرسة أخري .
مر
علي الزواج السعيد 5 سنوات و الزوجان يعيشان حياة سعيده لا ينقصها إلا شيئ
واحد و هو الأطفال و بدأ موضوع تأخر الأنجاب يثير الكلام فعاده القري
الصغيرة دائما أن جميع الناس يعرفون أخبار الأخرين دائما لأن صغر المكان و
عدد الأفراد المحدود يجعل أخبار الجميع معروفة لدى بعضهم البعض و هذا أخطر
العيوب.
في يوم الجمعة أعتاد يحيي و زوجته تناول وجبة الغذاء مع الوالد و
الوالده و بعد أن تناول الجميع وجبة الغذاء الزوج و زوجته و والد الزوج و
والدته و الأخ و الأخت و كانت وجبة جميلة ثم بدأ الأبن
في تناول الشاى مع والده الذي بدأ بدورة في الحديث مع أبنه حول تأخر
الأنجاب و أسبابه فأكد الأبن أن هذا قضاء الله و قدره و هو راضي به
و الوالد لا ينكر ذلك و لكن يطلب من الأبن الزواج بأخري لأن حلمه هو أن
يري احفاده قبل ان يفارق الحياة فالعمر تقدم و الموت أقترب.
يرفض يحيي
فكرة الوالد لأنه يحب منار و لا يريد الزواج بأخرى يغضب الوالد لأنه يتمنى
أن يري أولاده بالأضافة إلي أن هذا شرع الله لا يعترض الأبن و لكنه يؤكد أن
كل ما يهمه هو منار فقط تصل المناقشة لطريق مسدود و يترك الأب ابنه غاضبا و
يغادر الأبن منزل الأب متجها لمنزله و الحزن يملئه.
تلاحظ منار أن زوجها هناك شيئ ما يحزنه تحاول معرفه ما به لكنه يرفض و أمام تكرار الطلب من زوجته يعترف
لها بكل ما حدث مع الوالد و تطلب الزوجه من زوجها تنفيذ رغبة الوالد إلا
انه يرفض لأن كل ما يهمه في الدنيا هى زوجته التى احبها بكل مشاعره و هو
راضى بقضاء الله.
إلا ان الزوجه تطلب منه الذهاب لأجراء بعض التحاليل بالقاهرة للأطمئنان هل هناك أحد العيوب بالزوجين ام لا.
و
بالفعل يتم أجراء التحاليل اللازمة و بعد ظهور النتائج تكون الصدمة الكبري
و أن السبب في تأخر الأنجاب هو يحيي و ليس منار عكس ما توقع الجميع
بالقرية الصغيرة..
يعود يحيي و زوجته للقرية و الحزن يملئة و الحياة
تختفى من أمام عينه لتلاحظ الزوجة الحنونة أن زوجها في أشد حزنه تحاول
التخفيف عنه و تؤكد له أن هذا قدر الله و انه يجب أن يرضي به و أنه هو
الحياة بأكملها بالنسبة لها.
و في أثناء الحديث بين الزوج و زوجته يصل
الكلام لأذن مطاوع و هو احد أعدء يحيي نظرا للصراع بينهم في الماضى علي
منار التى اختارت يحيي لأنه حب العمر و بدوره يقوم بتسريب الخبر للقرية
بأكملها و يجد يحيي في جميع خطواته نظرة سيئة للتقليل منه و من رجولته و
يجد معاملة سيئة جدا من معظم أهالي القرية يصاب بالحزن و الغم إلي أن يسقط
مغشيا عليه تسارع زوجته بنقله لأحد مستشفيات المحافظة و يخرج الدكتور
المعالج ليؤكد ان الزوج أصيب بصدمة عصبية شديده أدخلته بغيبوبة عميقة و
الله وحده يعلم متى سيخرج منها تنهار الزوجة و الجميع فور سماعهم للخبر..
في أحد المنازل المتواضعة يرعى رشاد والدته المريضة و أصبح الأبن أمل والدته الوحيد في الحياة .
يتجه رشاد لعمله حيث يعمل بقسم الحسابات و يقوم بتسجيل النقود بخزينة الشركة مقابل أجر متوسط يعينه علي نفقات علاج والدته المريضة.
يتمتع
رشاد بعلاقة جيده مع زملاؤة بالشركة و مع المدير الخاص بها و يعود لمنزله
بعد أنتهاء يوم العمل ليقوم بأعداد الطعام ليتناولة مع والدته و تطلب
الوالده من الأبن الزواج لأنها تريد الأطمئنان عليه لأن أيامها أصبحت
معدوده فالمرض أنهك جسدها الضعيف و تكاليف العلاج لا تنتهى إلا أن الأبن
يقاطع والدته طالبا منها عدم الحديث عن الزواج نهائيا لأنه سيقوم بمراعتها
حتى نهاية العمر و أمله كبير في الله أن يشفيها لأن الله كبير و غفور و
رحيم و عظيم.
و في اليوم التالي يطلب رشاد من صاحب العمل مبلغ مالي علي
أن يقوم بأرجاعه حين تصبح الأمور أفضل و لأن صاحب العمل لم يري من رشاد أى
تقصير بالعمل يوما ما يقوم بأعطائة المبلغ و يفرح بشده و يقوم بشراء الدواء
لوالدته حيث أن تكاليف هذا الدواء مرتفعه.
و بالفعل تصبح حاله الوالده
أفضل و تسير الحياة علي ما يرام و في أحد الأيام يعود رشاد لمنزله ليجد أن
والدته بحاله سيئة و سكان المنزل بأنتظارة لنقلها للمستشفي و بالفعل يتم
نقل الوالده لأحد المستشفيات الحكومية الا أن هناك لا تتلقي الوالده العلاج
المناسب لخطورة حالتها و يتم وضعها بأحد غرف الأنتظار و يمر يومان و تزداد
الحاله سوئا يصاب الأبن بالخوف الشديد علي والدته المريضة ليقوم بنقلها
فورا من المستشفي لأحد المستشفيات الخاصة و هناك يجد أن التكاليف باهظة
الثمن يصاب بالحيرة و التوتر و يطلب مبلغ مالى أخر إلا أن صاحب العمل يرفض
أعطائة المبلغ هذه المرة و السبب أنه مبلغ كبير لا تستطيع الشركة تحمله.
يفكر
رشاد ما الحل لأنقاذ والدته فلا يجد و يقل مستوى رشاد بالعمل و يصبح عقله
شارد دائما و في أحد الأيام يطلب المدير من رشاد أحضار بعض الأوراق الهامة
لتسجيل أحد المعاملات بالشركة.
و بسبب خوفه علي والدته يخرج رشاد لأحضار
الأوراق و يترك باب الخزينة مفتوحا لأول مرة و في أثناء أحضارة للأوراق
يتم سرقة مبلغ مالى كبير و هو نفس مبلغ المعاملة التى ذهب رشاد لأحضار
اوراقها.
يتم أكتشاف السرقة و يتهم المدير رشاد بسرقة المبلغ و خاصة أنه
طلب مبلغا كبيرا من قبل و تم رفضه و تأتى الشرطة لأخذ البصمات ليجدوا أن
البصمة الأخيرة هى بصمة رشاد لأنه ترك باب الخزينة مفتوحا و بسبب أجتماع
الدلائل ضده تحكم النيابة بحبس رشاد علي ذمة التحقيق و الأم مازالت بالمنزل
و تسوء حالتها إلي ان يقف قلبها و تخرج روحها و ساهم غياب الأبن في سوء
حالتها بشكل متطور.
تموت الأم و لا يعلم الأبن بوفاه والدته و تحكم
المحكمة بسجن رشاد موجه إليه تهمة السرقة يطلب رشاد من الظابط الأطمئنان
علي والدته إلا ان الطلب يقابل بالرفض يصاب بالحزن الشديد و يقضي اول أيامه
بالسجن في حزن و ألم نفسي شديد و يطرح سؤالا لنفسة ما الجرم الذى أرتكبته
حتى تكون هذه هى النهاية !
و يدور هنا سؤال صعب الوصول لأجابته هل بالفعل يحيى و رشاد يعيشون حقا في هذه الحياة أم أنهم أمواتا ينبض قلبه